أحياناً أتمنى لو هنالك أدوية تعالج أحلامنا ..
تتحكم بها .. لنشفى من أمراض الذاكرة المستعصية !
أدوية تعطينا جرعات تجعل لأحلامنا متسع
لما " نـسـتــطــيــع ".. لا لما " نــريــد " ..!
أن يكونوا هم  - من نتمنى – مناسبين لقياساتنا ..
لكي لا نسقط من الخذلان إن كان ثوب توقعاتنا طويلاً ..
سقوطاً قد يسبب لنا كسراً دائماً في القلب ..
و جرحاً في الروح لا يلتئم ..
وحمى لا تزول في الذاكرة ..!
سقوطاً أبدياً للقاع .. لا ننهض بعده .

فكأني اسمعُ صوتَ الطفلةِ الغافيةِ في صدري ..
تَبكي ، و تَصرخُّ فيّ .. خَذلتِيني !
.
.
- هــالـه ، رفقًا بي !
حِطامُ البشرِ اعْيَانِي ! ، كَفاكِ خذلانِ..!

توقظني من غفوتي وخزه بقلبي ..
 تحمل اسمك !
أقتات على ذاكرة يوم يحمل تفاصيلك .
و لا أنــام ..
و لا اللــيـل يـمضـي ..
و لا عقارب ساعاتي تتركني لوحدي .
ويقتلني الحـنـيـن .
يقولون الحنين للموتى موت آخر ..
أتــساءل :
هل الحـنـيـن للأحياء مـوتـــان !؟

مُـثـقـلـة بــالـذكـرى أنـا ..
متى تكون زاد ليلتي ..
متى لا تكون الــعـذاب ..؟!



في مساٍء يعصِ الصبح ..
روحي تبكي بلا هوادة ..!
هاهو المطر يطرق نافذتي ..
يوقظ في شوقاً لروحك ..
أتمناك ..
مع بعض قطرات ألـم !
صدقني ..
قلبي يسمعك جيداً ..
يقرأك جيداً ..
لكنه ينظر إلى الله أكثر ..!

أعــتــرف بـبـراءة عـاشـقـة ..
بــأنـه يـسـعـدنـي أنـي أحـتـل تـفـاصـيـلـك ..!

لا أريد أن يفصلني شيئاً عنك .. في ليلة باردة .. كهذه
سوى نبض قلبك .. ومسافة .. أنفاس .. وقبلة !

أمارس طقوسي الشتوية ..
دونــك ..
كارتشافي قهوة بمرارة أيامي الخالية منك..
يهطل المطر حاملاً نسمات حنين باردة ..
و أنا ألتمس دفئاً لجوفي من مدفأة
تتوسد زاوية تشبه قلبي ..
يشتعل الموقد ..
ولا دفـيء يأتي ..
باتت حياتي فصل شتاء ينتظر قدوم ربيعك بيأس !

شيء ما يتأرجح بين ضلوعي في احتضار !
هو على شفير الموت منذ اعتنق الانتظار .

هل فتحت سجلات الذاكرة
و سقطت عيناك على اسمي  سهواً  ؟!
هل عانقت حروفي أحلامك.. ولو لغفوة ..؟!
هل فكرت في أن ترسل لي رسالة..
أم أن كبريائك خذلك مجدداً..؟!
فاخترت الحنين يوماً آخر..
لتقضي عــيــدك وحـيــداً.. كعمق الظلام ..!
دون "هاله " تزين فضاءات حياتك الرحبة و إن ضاقت !

كم تضيق الدنيا و أنت لست معي ..
ألا يستحق قلبي النابض لك عودة ؟!

تستفيق الأرض بعد غفوة ..
وتشرق شمس على قلب لم يرى هذا النور قبلاً
وكأن الكرة الأرضية .. وما حولها يتراقصون
على إيقاع قلبي ..  حين تبصرك عيناي ..
أحب جنوني حين أكون بحضرتك
للقائك سكرة تذهب عقلي
كزجاجة خمر معتقة
أرتشف حبك
بحذر ..
خشية أن أدمنك يوماً ..!

بات الهواء يتسلل إلي من ثقب إبرة !
لم أعرف قبلاً أن الحنين موجع لهذا الحد .

أشتاق لصباح عامر بك ..
ملامحك المنقوشة على صحف اليوم ..
عبق عطرك المتسلل إلي عبر قهوتي ..
رحيق قبلتك التي تثرثر عنها شفتاي ..
ابتسامتك و هي تزين مساحات غرفتي ..!

أماه ..
أبقي لي بعضاً من قلبك ..
ألجأ إليه حين يكسوني الوجع ..
فما عاد قلبي يحتمل .

نكسة في الذاكرة ..
تجعل من كل ما ردم فيها زمناً طويلاً
يعود ..!
حاملاً ريحاً باردة ..
كحنين .. كوجع ..!
أتدثر ..
هرباً أم دفئاً .. ؟! ..
لا أدري .

أنــا مـؤمنة بــأن حــبــنا لم يــمــت ..
إنه لم يجد الفرصـة لــيــزهـر ..!

يــــومـــاً ..

حين يكتب القــدر ظروفـــا ملائــمة ..
ســـنــزهر .

يــــومـــاً ..

سأكون لــك ..!

تتلاشى كل الوجوه عند هطول المطر .. سوى وجهك الذي يكون حاضراً برغم غيابك !
أيصح حيث السماء خالية من الشهب أن أتمنى من تلك الأضواء التي تزين شوارع المدينة  ان تهبني حضورك ؟!!
كل هطول مطر و أنت بأعماقي تنهمر !

لماذا فقير المادة فقط من يحظى بالعون ..

ماذا يفعل فقير القلب ..؟!!

أتوق إليك ..
حين أفقد ذاتي ..
حين يكسو الضباب حياتي ..
ويتسلل الصقيع إلى أعماقي ..!
حين أضيع بين تلك الوجوه التي يكسوها جليد من الرياء ..!
حين لا تعود حروف الأبجدية قادرة على صياغة مشاعري .

لي قلب بات يخاف حبك ..
ما عاد يحتمل تمريناً آخر ..
كــن وتــراً ..!
أستطيع العزف على أنغامه بثقة !

في صدر عباءة الليل أحتسي شوق رجل
وهب جمالاً من اسمه ..
يتوهج قلبي كلما عانقت عيناي عيناه خلسة .
أفقد قلب لغتي .. في روعة حضوره المربك .
كشهاب مر .. أسر حواسي بعينين سود كليل معتم .
لا عتب على رجل يكمن إعجازه فقط بنظرة !
أغرق كقطعة سكر في بهجة ..
و أنا أركض بنشوة كناسكة بلا مربط
نحو موعد دبره القدر ذات صدفة !
يدق قلبي حين يلقي السلام .
ويسكرني حديث هادئ يجمعنا ..
حين نتلعثم .. و ننسى الكلام .

يقولون : الثقة كالممحاة تصغر وتصغر بعد كل خطأ .
و أقول .. بالنسبة لي.. هي لا تجزأ بل تتلاشى في ذات خيبة .. مرة واحدة ولا تسترد أبداً !.

لا أعترف بشرعية أحلام لا تحتويك ..!
.. و لا بولادة أيام تخلو منك ..!